Photo by Hans M
- eduquds
- الجنس :
العمر : 32
المشاركات : 75
الانتساب : 25/07/2012
شرح الموشحات
الخميس يوليو 26, 2012 12:33 am
الـــمــوشــحــات
***
يعتبر فن الموشحات ، من أقدم أساليب التطوير . على القصيدة العربية والشعر العربي . وبداياته منذ نهايات القرن الثالث الهجري . ورغم مرور العديد من الأقلام العربية المهمة على تاريخ الموشحات ، في العصر الحديث أمثال احمد حسن الزيات ، وطه حسين ، وإبراهيم أنيس . لكنهم لم يبدو أهتماما إلى قصيدة أيها الساقي التي نسبها البعض إلى الشاعر العراقي أبن المعتز ، خليفة اليوم والليلة . والتي تعد من أقدم وأول تحديثات على الشعر العربي . هل هو خوف أم لون من الإنكار ..؟ للهوية العراقية في تطوير وتجديد الشعر العربي . أم أن هنالك سبب أخر . قد يكون تصديقهم إلى الرأي ، الذي ينسب القصيدة لحفيد أبي بكر بن زهر الأندلسي . وهذه عائلة اشتهرت بالطب . وقربها من البلاط ، وكان لها أماسيها الخاصة . والتي كانت تضج أيضا بالغناء والشعر والطرب . ويبدو أن أنشاد قصيدة أبن المعتز حينها هناك . دعا البعض إلى نسب القصيدة لحفيد أبي بكر . رغم إن هنالك عدد من الدراسات التي تثبت نسبة القصيدة وقدم تاريخها . وحين نـَمـُر بمنتج ابن زهر لا نجد لديه نص أخر ، بمستوى هذا القصيدة . وهذا ما أثار الشكوك حول نسبها له . ودعا البعض في البحث والمقارنة التي وصلت ، إلى محطة أبن المعتز بالإضافة إلى ورود الكثير من الموشحات التي لم يوجد لها شاعر او أسم شاعر ... ولكم نورد بعض أبيات القصيدة :
أيها الساقي أليك المشتكى.. قد دعوناك وإن لم تسمع ِ
ونديم ٍ همتُ في غرتِه
وبشرب ِ الراح ِ من راحتِه
كلما استيقظ من سكرتِه
جذبَ الزقَ إليه واتكآ
وسقاني أربعا في أربع ِ
فكانت بالفعل تحوي التغير الجذري والمهم في قالب القصيدة العربية . ومن هنا يحق لنا أن نقول إن أول تجديد في الشعر العربي ، هو عراقي الهوية .. كما هو التجديد الحديث له أيضا والذي ، نجده مع بدر شاكر السياب ، ونازك الملائكة .. وإن كان الأستاذ أسامة عبد الرزاق الشحماني يثبت في كتابة ـ الطرق على آنية الصمت ـ إن أول من كتب الشعر الحر وسبق السياب ونازك هو الشاعر العراقي البصري المرحوم محمود البريكان .
وقد أجمع المهتمين بهذا اللون الشعري . أن أصل التسمية جاءت من الوشاح .. وهو ما تتزين به المرأة .. حيث توشح ملابسها بقطعة من القماش المزخرفة بالجواهر والزينة . ومنهم من فسر الوشاح على إنه قطعة من الجلد مرصعة بالماس . ومع التفسيرين أجتمعت الأقلام على إن التسمية جاءت من هذا الباب .. أي توشيح الشعر العربي بشيء من الجماليات من خلال كسر قيد الوزن والقافية .. وقد اختلفت الروايات في أصل منشأه وسبب أنقداحه في أذهان المغنين .. فمنهم من ذهب إلى أن أصل النغم الموسيقي المستخدم في تلحين الموشحات ، هو سرياني جاء من الكنيسة وما أثرت به على الأذن النغمية والطربية آنذاك . وقد لحنت على ضوء ذلك العديد من القصائد الشعرية العمودية . وهنا اتفق الجميع على أن مكان نشوء الموشح كان في الأندلس . ونقطة الخلاف هي : هل أنه بقلم عربي في موطن أجنبي .. أم بقلم أجنبي في موطن محكوم من السلطة العربية آنذاك ..؟ فقد ذهب أبن خلدون وأبن بسام وأبن سناء الملك وغيرهم إلى أن أول من كتب الموشح بقصد التوشيح ـ أي مع عدم الإنكار لقصيدة أبن المعتز ـ هم الشعراء العرب في الأندلس فقد ذهبوا إلى إن أول من كتبه هو مقدم بن معافى الفريري القبري .. ما عدى أبن بسام حيث يشير في كتابه ( الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ) إلى إن أول من كتبه هو محمد بن محمود القبري الضرير ـ وهو عربي أيضا ـ ولكن بنفس الكتاب ينتقل إلى مرجح أخر وهو احمد بن عبد ربه صاحب ( كتاب العقد الفريد ) . وهذا ما جعل رأي أبن بسام غير مرجح لدى الكثير من الباحثين . رغم أنه ـ أي أبن بسام ـ حاله من حال الكثيرين من القدامى ، الذين يمرون بالموشحات . كان مرورهم عابر وغير دقيق . بل إن البعض تحاشى حتى الكتابة عنه أو الإشارة أليه . لأنهم يعدوه لون من التجاوز على الإرث الكبير للشعر العربي . وعموما .. ما يعنينا هو أشارة أبن بسام واختلافه عن الباقين . أما عن سبب نشوئه في الأندلس .. أشار المؤرخين إلى أنه سفر أبو الحسن علي بن نافع ، الملقب بزرياب ـ على اسم طير أسود اللون عذب الصوت ـ كان السبب في انطلاق الموشحات من الأندلس وانتشارها من هناك . إلى باقي العالم . خصوصا الغرب . حيث تأثر بتلك الأنغام الشاعر الفرنسي ( تروباردو ) بعد أن وصلته ( الفلامانكو ) أي الأغاني الشعبية الأسبانية آنذاك .. بطريقة الموشحات .. بحيث تأسست مدرسة شعرية على اسمه . وأصبح هنالك عدد كبير من شعراء ( التروباردو ) حيث أصبحت هذه التسمية تطلق على هذا اللون من الشعر الشعبي وعلى شعرائه . وكذلك في باقي أوربا .. مثل الـ ( لاودس ) في ايطاليا ، وكذلك .. ( الأتا ) . حيث أثر زرياب بصوته المميز وإمكانياته الفنية في العزف والغناء . بالمغنين الأسبان ، المنتشرين بين أروقة البلاط . وكان لهم الحضور المميز في الساحة الشعبية . خصوصا في المناسبات الدينية والسياسية . وما يحتاجه الفرد من الطرب والغناء آنذاك . وزرياب في العودة له ولأسلوبه الغنائي كان المعروف عنه أنه يغني ما يعجبه من القصيدة ـ أي أبيات منها ـ وهذا ما ميز غنائه عن غيره .. حيث كان يمزج بين أكثر من نص . وهذا المزج يؤدي إلى تغير الوزن والقافية أحيانا كثيرة . وحين أستمع له مقدم بن معافى الفريري القبري ، وهو عربي الأصل من اسبانيا .. والذي عرف عنه تأثره وحبه إلى ( الفلامانكو ) تعبيرا عن حبه لأسبانيا .. دعاه إلى أن يجد نسيج مشترك بين الاثنين ، فجاء بالموشحات ـ أي وشح ما كان يسمعه من زرياب بشيء جديد وزينة جديدة ـ ومن هنا كانت البداية لقصدية الكتابة في الموشحات .. ولكن الجذور شعرا ونغما عراقية . بين أبن المعتز وزرياب المولود في الموصل وتلميذ اسحق الموصلي الذي قدمه بين يدي هارون بأول أغنية له .. يا أيها الملك الميمون طائره ،، هارون راح أليك الناس وابتكروا . ومن ما تقدم نجد المبرر الذي دعا العديد من أهل الاختصاص إلى تعريف الموشحات بتعريفات تشير إلى هذه النشأة والامتزاج .. حيث عرفه أبن سناء الملك في كتابه ( دار الطراز في عمل الموشحات ) وهو مصري الأصل .. والذي أراد أن يثبت فيه عملية المشارقة في الموشح وانتقاله إلى الساحة العربية . عرفه : كلام منظوم على وزن مخصوص . بينما عرفه الأستاذ حنا الفاخوري : قصيدة شعر موضوعة للغناء .. ولكن من أخطر التعريفات له ، هو تعريف الدكتور رضا محسن القريشي حيث أعتبره : الثورة المنتصرة ، على الشعر المقفى التقليدي . ولكني حين أمزج روحية ومضمون التعريفات أعلاه مع غيرها . أخرج بنتيجة أن الموشحات هي القصائد الغنائية . فأن كانت عمودية تامة الوزن والقافية . فهي أخذت منحى التلحين في الموشحات حين غنت . وإن كانت ممزوجة بين أكثر من وزن وأكثر من قافية . فهنا أخذت أو اغترفت من المنهلين . وإن من بين الأمور التي تبين مدى أهمية هذا اللون من الأدب .. هو كثرة الأسماء وعلو شئنها التي درست هذا اللون . وكتبت به وعنه وفيه .. ومن بينهم ... بروكلمان ، وريبير ، ويوسف أسعد ، وبطرس البستاني ، وحنا الفاخوري ، وطه حسين ، واحمد حسن الزيات ، ورضا القريشي . وغيرهم الكثير من العرب والأجانب . كمقداد رحيم ، ومجدي شمس من العرب .. وبنكل ، وكراتشوفسكي .. الذين أثبتوا في دراساتهم ما أشرنا أليه سابقا . عن انتقال الموشحات إلى أوربا ، وما تأسس عليه من ( التروباردو ) و الـ ( لاودس ) وغيرها . حيث لم يجدوا قبل هذا ، ضمن منتج الشعر الغربي ، ما يشابه الموشحات . بشكلها الخارجي والنغمي وقالب نصها الشعري . ومن الجدير بالذكر إن هنالك تسميات لألحان هذه الموشحات . تبدو وكأنها ثابتة ليومنا هذا . إلا وهي : المحجر ، والفاخت ، والمربع ، والمخمس . أما مسمياته ضمن السلم الموسيقي . وعلى ضوء الإيقاع والمقام ، فهي عديدة . وقد اختلفت التسميات على ضوء اختلاف الإيقاع والمقام والعودة على المذهب والدور والخانة ـ وهذا ما سوف نشير أليه لاحقا ـ ومن بين تلك المسميات : الكار والكار الناطق ، والنقش ، والزنجير العربي والتركي ، والضربان ، والمألوف ، والقد .. او كما يسميه أهل الشام بالقدود الحلبية .. علما إن أهل مصر يسمون الموشحات بالأدوار مأخوذة من الدور وهو أحد أجزاء الموشح . لذلك أعتبر أهل الاختصاص إن الموشحات ثلاث : أندلسية ومصرية وحلبية شامية . وهذا ضمن مدرسة النقد الموسيقي الحديثة . أما أقسامه فهي : المذهب أو المطلع أو كما يسميها البعض اللازمة .. وهي مدخل النص الذي قد يختلف عن وزن باقي القصيدة وتكون له القافية الخاصة به . البيت .. وهو ما يكتب بعد المذهب بوزن أخر وقافية مختلفة حتى عن باقي ما يشبهها في القالب . والقفل .. وهو ما يختم به البيت بوزن المذهب وقافيته .. أما الدور .. فهو مصطلح يطلق على البيت والقفل معا .. أما الخرجه .. وهي كلام شعبي عامي تقفل به القصيدة في النهاية .. وهذا من مبتدعات الأسبان .. حيث كانوا يختمون بالخرجه .. من باب تثبيت أن الأصل في موطن الموشحات أندلسي .. وأيضا من باب مداعبة الرغبة الشعبية في الشارع الأسباني .. والغصن وهو جزء القفل .. والسمط وهو جزء البيت .. ومفردة السمط دخلت إلى الفضاء الشعري العربي . ( المسمطات ) بحيث استخدمت كاصطلاح يطلق على التطوير الذي حصل على القصيدة العربية . من باب تثبيت الهوية العربية لهذا التطوير والاستحداث .. وهناك ما يسمى بالموشح التام . وهو الذي يكون بمطلع . والموشح الأقرع وهو الذي يكون بدون مطلع أو مذهب . وأمام هذه الحيثية بالذات ، سألني عدد من شعراء مدينتي قلعة سكر يوما ما . عن علاقة الموشحات بالموشح أو بوزن الموشح في الشعر الشعبي أو العامي العراقي . أذكر من بينهم الشاعر فرج السليطي والشاعر حسام الصياح والشاعر أيوب القلعاوي وأيضا الشاعر علي عويز .. وهذا ما دفعني إلى وضع هذه الدراسة المختصرة عن الموشحات . والتي سوف ألحقها ، بدراسة خاصة عن الموشح في الشعر الشعبي العراقي . وإذا أردنا أن ندرج أسماء الشعراء الذين كتبوا الموشحات . فسوف نحتاج إلى مساحة واسعة من النشر والتدوين .. ولكن نمر على أهم الأسماء الشعرية بهذا اللون الأدبي الثري .. على مختلف المراحل : مقدم بن معافى الفريري القبري ، محمد بن محمود القبري الضرير ، أحمد بن عبد ربه ، يوسف بن هارون الرمادي ، عبادة بن ماء السماء ، عبادة القزاز ، محمد بن علي الداني .. أبن اللبانة ، يحيى بن محمد الأنصاري ، وكذلك الشاعر أبو الحسن علي الضرير الملقب بالحصري صاحب قصيدة ( يا ليل الصب متى غده ... ) ، وأبو اسحق الأسرائيلي يهودي الأصل والذي اسلم فيما بعد . وأيضا لسان الدين الخطيب الذي كان وزيرا في دولة بني الأحمر في المغرب العربي . وتعرض إلى مؤامرة أسفرت عن هروبه وتركه للمنصب وقتله في ما بعد . والذي من أشهر موشحاته ( جادك الغيث إذا الغيث همى ... يا زمان الوصل بالأندلس ) . وأيضا أبو عبد الله محمد بن يوسف المعروف ، بابن زمرك . والذي أشترك في المؤامرة ضد لسان الدين الخطيب ، علما أنه أحد تلامذته . ومن أشهر موشحاته ( نسيم غرناطة عليل .. لكنه يشفي العليل ) . وكمال الدين علي بن محمد المعروف بابن النبيه وهو مصري الأصل عاش في زمن الأيوبيين . ومحمد بن سليمان التلمساني الملقب بالشاب الظريف أو الطريف من دمشق .. وأبن الوكيل صدر الدين بن محمد المصري . والصلاح الصفدي من فلسطين الذي عاش في فترة القرن الثامن الهجري . والشاعر العراقي الكبير صفي الدين الحلي . وعلى ما سبق يتأسس لدينا أمر خاص بتاريخ الشعر الشعبي أو الشعر العامي وبداياته . حيث بعد رواج الموشحات وانتشارها ، ودخولها فضاء القصيدة العربية . بما تحمله من قوالب مقننة خاصة بها . والتي من بينها الخرجه ، وقد مرة تعريفها علينا سابقا ـ وهي جملة شعرية باللهجة العامية ـ والتي بدأت تتطور ويكثر استخدامها ضمن الموشحات . بأكثر من مكان في النص . إلى أن أصبحت قصيدة الموشح كلها من اللهجة . وهذا ما يسمى بالزجل .. والذي يشير ابن خلدون إلى إن أول من ضمنه هو سعيد بن عبد ربه .. بعد ظهور الموشحات وانتشارها بفترة . حتى أصبح لون أدبي قائم بذاته يسمى بالزجل ، ويكتب باللهجة فقط . وأقلامه شعراء الزواجل أو الزاجلين أو الزجالين .. وهذه التسمية مسحوب على ألوان الشعر الشعبي اللبناني . حيث تسمى بأوزان الزجل كما يسمى الشعر الشعبي في الخليج الشعر العامي أو شعر اللهجة بالنبطي . وإن كان النبطي موجود تاريخيا ضمن مناطق الشام وغرب العراق . وبالإضافة إلى ما سبق ، امتزاج اللغة العربية الفصحى بلغات أعجمية عديدة بحكم انتشار الإسلام . جعل هنالك لون من اللهجة في الحوار العربي ، العربي .. والحوار العربي الأعجمي . دعا العديد من الشعراء إلى كتابة المسمطات والموشحات باللهجة . ومنذ تلك اللحظة تأسس شعر اللهجة العامية .. لأني شخصيا لدي رأي ـ ربما أدونه في مكان أخر يوما ما ـ حول مصطلح الشعر الشعبي . ولكن الذي يعنيني هنا هو بدايات تاريخ الشعر الشعبي كما هو مألوف .. والتي تعود إلى منتصف القرن الرابع الهجري . وأن كان البعض يدفعها إلى أقدم من هذا التاريخ بقليل . ومن بعد ذاك ، سوف أحاول قريبا نشر دراسة خاصة عن وزن الموشح بالشعر العامي أو الشعبي العراقي .. حتى يتبين مديات الارتباط بين الموشحات والموشح بين أوزان الشعر الشعبي العراقي .. وتداعيات تسمياته وألوانه وأشكاله ..
رد: شرح الموشحات
الخميس يوليو 26, 2012 7:08 pm
مشكور ياباشا
- أبوأنس
- الجنس :
العمر : 27
المشاركات : 364
الانتساب : 16/07/2012
رد: شرح الموشحات
السبت أغسطس 04, 2012 3:33 am
يعطيگ آلف عآفيه ع آلموضوع آلرآئع
پنظآر چديدگ لآ هنت يآ آلغآلي
تحيآتي ،،
پنظآر چديدگ لآ هنت يآ آلغآلي
تحيآتي ،،
- احمد حلمى
- الجنس :
المشاركات : 37
الانتساب : 12/09/2012
رد: شرح الموشحات
الأربعاء سبتمبر 12, 2012 7:04 pm
شكرررررررررررررررا لك
رد: شرح الموشحات
الإثنين سبتمبر 24, 2012 8:04 pm
شكراااااااااااا جزيلا
- aamer
- الجنس :
المشاركات : 152
الانتساب : 11/08/2012
رد: شرح الموشحات
الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 11:46 pm
:غيت: :76هعن:
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى