﴿إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ
صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيم



يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ

﴿الأنفال: ٢٤﴾

قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿آل‌عمران: ٣١﴾



بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد مع أصحابه إذ ضحك ، فقال : ألا تسألوني مم أضحك ؟ قالوا : يا رسول الله ومم تضحك ؟ قال :" عجبت لأمر المؤمن إن أمره كله خير ؛ إن أصابه ما يحب حمد الله ، وكان له خير ، وإن أصابه ما يكره فَصَبَر كان له خير ، وليس كل أحد أمره كله له خير إلا المؤمن"




هل نسينا حقاً من هو رسول الله ؟؟




- الإنسان الذي يحلب شاته .. ويخيط ثوبه .. ويصلح نعله .



- الإنسان الذي يرتجف حين يبصر دابة تحمل على ظهرها أكثر مما تطيق.



- الإنسان العادل الذي لم ير لأي من خاصته ( أهله ) فضلا ً على غيرهم وقال في حزم


" لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ".



- الإنسان المتواضع الذي قال في حنان لامرأة هابته ( خافت منه ) ..


"هوني عليك فإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد – اللحم – " .



- الإنسان العابد الذي يقف في صلاته يتلو سورة طويلة من القرآن في انتشاء وغبطة لا يقايض عليها بملء الأرض ذهبا ً ثم يسمع بكاء طفل رضيع كانت أمه تصلي خلفه – صلى الله عليه وسلم - فينهي صلاته على عجل رحمة بالرضيع .




-الإنسان الذى كان يصلي من الليل حتى تفطرت قدماه ،فتقول له عائشة-رضي الله عنها-(هون عليك،لقدغفر الله لك ماتقدم من ذنبك وماتأخر)...


فيقول صلوات الله وسلامه عليه


"أفلا أكون عبداً شكورًا"



- الإنسان الذي عاداه قومه وآذوه ومثلوا بجثة عمه الشهيد حمزة في وحشية فيقول لهم حين استتب له الأمر


"يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا : خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم، فقال-صلى الله عليه وسلم- : "اذهبوا فأنتم الطلقاء".



- الإنسان الذي يقف خطيبا ً فيقول


"من كنت جلدت له ظهرا ً فهذا ظهري فليقتد (فليأخد حقه)منه ومن كنت قد شتمت له عِرضاً فهذا عرضى فليقتد منه " .



فالرسول الذي جاء ليرفع راية العبادة أعلن أن الرحمة بالنفس أزكى من الإفراط في العبادة ..


خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عام الفتح في رمضان وصام الناس ولما رأى بعض الناس قد شق عليهم الصيام بسبب وعثاء السفر



دعا بقدح من الماء ورفعه حتى يراه الناس ثم شرب ولما قيل له إن بعض الناس لا يزال صائما ً قال .. أولئك العصاة !!



دافع الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن حقوق النفس البشرية من عدوان المبالغة في العبادة حين نهى نفر من أصحابه قال أحدهم


إنه يصلي الليل ولا ينام والثاني يصوم ولا يفطر والثالث يعتزل النساء ولا يتزوج فقال – صلى الله عليه وسلم -


" أنتم القوم الذين قالوا كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، ولكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني " .




والرسول – صلى الله عليه وسلم – يعتبر أن الرحمة بالآخرين يراها الله تعالى قربات توجه إليه ذاته ..فإذا زرت مريضا ً إنما تزور الله .. !!




" من أراد أن تستجاب دعوته وأن تكشف كربته فليفرج عن معسر " .





وموقف رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من العصاة على الرغم من أنه رسول مسئول عن رسالته- هو موقف الرؤوف الرحيم ويقول:




"مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها وهو يذبهن عنها وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي"




جئ للرسول – صلى الله عليه وسلم – ذات يوم برجل قد شرب خمراً..فلما أبعده أصحابه قالوا:لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به شاربا..فصاح الرسول – صلى الله عليه وسلم


فيهم:" لا تلعنوه, فإنه يحب الله ورسوله !! "



وإنه لينأى عن الذين لاهَم لهم إلا التباؤس بأخطاء الناس واليأس من صلاحهم..يقول الله – صلى الله عليه وسلم – "إذا سمعتم الرجل يقول هلك الناس, فهو أهلكهم"




· ويطارد النميمة والغيبة


-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أتدرون من المفلس ؟" قالوا:المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع , قال صلى الله عليه وسلم : "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة , ويأتي وقد شتم هذا ,وقذف هذا , وأكل مال هذا , وسفك دم هذا , وضرب هذا , فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته من قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار".



-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتدرون ما الغيبة؟" قالوا : الله و رسوله اعلم. قال :" ذكرك اخيك بما يكره, قيل : أفرأيت ان كان فى أخى ما أقول ؟ قال : ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته و ان لم يكن فيه فقد بهته (أى ظلمته) "




· ويطارد الغضب


-"ليس الشديد باصرعة وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب"



-"من أشار إلى أخيه يحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهى وإن كان لأخاه لأبيه وأمه"



-عـن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي : أوصني.


قال: " لا تغضب " فردد مراراً ، قال: " لا تغضب ".





· وينهى عن التشدد


-"إيَّاكم والغلوّ في الدّين فإنَّما.. أهلك من كان قبلكم الغلوّ في الدّين"




-وعن بنت واثلة سمعت أباها يقول : قلت يا رسول الله ما العصبية قال



" أن تعين قومك على الظلم"






-"هلك المتنطعون !!..قالها ثلاًثا "



-" لا تُشّددوا على أنفسكم فيشدِّد الله عليكم، فإنَّ قومًا شدَّدوا على أنفسهم فشدَّد الله عليهم، فتلك بقاياهم في الصَّوامع والدّيارات رهبانيَّة. ابتدعوها ما كتبناها عليهم"




· ويدعو للوسطية


-وعن وابصه بن معبد رضي الله عنه، قال: أتيت رسول الله صلي الله عليه وسلم، فقال: " جئت تسأل عن البر؟ " قلت: نعم؛ فقال" استفت قلبك؛ البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك "وقال أيضا: "البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عـليه الناس"







اللهم ما صلى على سيدنا محمد وعلى آله وصاحبه وسلم