لقد رحلت ...

لقد رحلت ...

على ضفافِ ذاكـَ النهر

في الغربةِ السوداء ِجلستُ وحيداً

اُسامِرُ روحي

أُعاتِبُها

أسْتَرقُ النَفَسَ بِكُلِ عناء ْ

هُناكـ َرَمَقتُ أناملي

حقيقة ًكانت ترتجِف ْ

اِعتَقَدْت ُلـ ِوهلةٍ أنَ البَردَ كان صائِدُها

لكِنْ

قلبي أوردَتي

كرياتُ الدمِ في جسدي

كانت ترتَعِش

فقد أخبَرَتْني عيناي ْ

ما لا أقوى على تكذيبه

بـِ أنَ الضفة الأخرى مِنَ النهر

كانت حُبلى بـِ حوريتي الحسناء

كانَت جالسة ًهناك

كانَ حالي يندهِش

هل مِنَ المُمكِن ؟

أاُصَدِقُ ما أرى ؟!

قد يكونُ أم مُحال ؟

أحقيقةً ما جرى أم خيال ؟!

هُناك

مِن على ضفة ِوحدَتي استَيْقَظْت ْ

استَجمعتُ أجزائي ثُمَ نَهَضْتْ

مُسرعاً كُنتُ ألهثُ جارياً

نحوَ ذاكَ النهرِ وغَطَستْ

عُمتُ أميالاً

وما كانت بـ ِأميالْ

أحسَسْتُ بـ ِأنَ عرضَ النهرِ

باتَ كـَ طولهِ فـَ تَعِبتْ

استجمعتُ أنفاسي من جديدٍ وعُمْت

نحوَ الضفةِ الأخرى

سَرَيْتُ

وَعُمْتُ

وسِرِيْتُ

وعُمْتُ

سرَيْتُ

وعُمتُ مراراً

وَسَرَيْتُ تِكراراً

لَعَليْ أكونُ وَصَلتْ ...

بعدَ جُهدٍ عميقْ

صعَدتُ الى الضفةِ الأخرى

نفضتُ نفسي

فماذا رَأيْتْ ؟!

بــ ِاختصار :

لا شيءْ

حقاً لاشيء

فقد وَجدتُ حبات التُراب

أخبَرَتْني بِـ ِأنَ رُؤيَتي بِـ ِبَساطَةٍ

كـــانت ســـرابْ

لمْ أتَعَثَرْ بشيءٍ غيرَ تلكَ الأحجارِ فَوَقَعْتْ

ارتَطمَ وجهي بــ ِذاكـَ الترابِ

وَقعَ نظري على الأرضِ

فــَ ماذا رأيْتْ !

رسالة ًخُطَتْ بــ ِأحَدِ أنامِلِها

على التراب كانَ مفادُها :

لَقد رَحَلْتْ ...