ما بعد المباراة | كيف أحرج الزمالك الأهلي، و"جرأة" حسام البدري سلبيات وإيجابيات معركة أفريقيا المصرية...

تمكن الأهلي
من الانفراد بصدارة المجموعة الثانية من دوري أبطال أفريقيا وذلك بعد
اقتناصه لفوزٍ غالٍ على غريمه الزمالك بهدف نظيف من توقيع أبو تريكة في
الدقيقة 78 ليخسر الزمالك مباراته الثانية على التوالي في المجموعة ويبقى
عليه محاولة استعادة ما فاته في المباريات الأربعة المتبقية..
ربما
ستثير هذه النقطة استغراب كثير من جماهير الزمالك الساخطة على حسن شحاتة
لكني أراها حقيقة واضحة. في أغلب الأوقات يقوم المدرب "العادي" بالاستمرار
في طريقته إن كانت ناجحة، لكن المدرب "المتميز" هو من يقوم بتغيير الطريقة
لأنه يعلم أنه في الأغلب سيقوم منافسه بالعمل على غلق الثغرات .. حدث هذا
مع حسن شحاتة عندما اخترق فريقه الجبهة اليسرى للأهلي طوال الشوط الأول
خصوصاً في نصفه الثاني، لكنه فعل ما لم يتوقعه حسام البدري وهو نقل اللعب
تماماً للجبهة اليمنى للأهلي واخترقها بنجاح من جديد مع الكثير من الفرص
الضائعة .. تلك الجملة كانت سبباً واضحاً في إحراز الزمالك للأهلي وتفوقه
بشكل كبير في كم الفرص الضائعة وهذا ما ينقلنا للنقطة التالية.


دائماً كانت خطورة الزمالك تنتقل من جبهة لأخرى بتبديل شحاتة لمركزي محمد
إبراهيم وأحمد حسن .. إبراهيم كان خير سند لأحمد سمير في الشوط الأول مع
تحركات مميزة من سيسي على الجانب الأيمن وكذلك فعل في الشوط الثاني مع عبدالشافي عندما بات يلعب في الجبهة اليسرى .. نجم الزمالك الصاعد كان ورقة شحاتة الرابحة في اللقاء.

رغم
أنه لم يتعامل بالشكل المناسب مع أي تميز زملكاوي في خلال المباراة ووقوفه
متفرجاً في بعض الأمور التي تستدعي تدخلاً حاسماً، إلا أنه يُحسب لحسام
البدري جرأته في تبديلاته، فقد كان محقّاً في أنه الشيء الأفضل لفريقه هو
الضغط بقوة على ثلاثي وسط الزمالك في ظل القوة الكبيرة التي ظهير عليها
ظهيري الزمالك وانتقال البدري بجرأة من خطة 4/2/3/1 لـ 4/1/4/1 و4/1/3/2 شيء يحسب له.

قدرة الأهلي على إحراز هدف رغم كونه الفريق الأقل فرص بوضوح شيءٌ يُحسب له ولأبوتريكة.


الوجهان الجديدان اللذان لم يعتدهما الجمهور المصري كثيراً متمثلة في
مدافعي الفريقين حمادة طلبة من الزمالك ومحمد نجيب من الأهلي أثبتا
أنهما صفقتين رابحتين بشكل كبير لفريقيهما .. طلبة -الذي تشعر أنه جزائري
من ملامح وجهه- كان يقظاً جداً ونجيب يبدو مستعداً أكثر من أي وقت مضى
لمجاورة وائل جمعة وإقصاء شريف عبدالفضيل من التشكيل الأساسي.


الأهلي فاز بمباراتيه في الدقائق العشرة الأخيرة والزمالك خسر مباراتيه في
الدقائق العشرة الأخيرة .. الغريب أن الزمالك ربما كان الطرف الأفضل في
مباراتيه والأهلي لم يكن ذاك الفريق الذي يستحق الفوز بوضوح في كلتا
المباراتين .. هذا يوضّح عامل الحسم لدى لاعبي الأحمر.


السلبيات:


للمرة الثانية يُصاب عبدالله سيسي وهو الشيء الذي كان مُحبطاً جداً للاعبي
الزمالك ومشجعيهم، فهي المرة الثانية التي يخرج فيها اللاعب من الملعب بعد
تقديمه لأداء ممتاز جداً .. كانت خسارة كبيرة للفريق وتراجع الزمالك بعد
إصابته فعلاً للخلف في الدقائق العشرة الأخيرة.


تشعر وأنه كان هناك تعجلاً من حسن شحاتة في تبديل حازم إمام بمحمد إبراهيم
.. كما أن شحاتة رغم إدارته للمباراة بشكل جيد جداً فإنه كان عليه أن يكون
أكثر جرأة ويُخرج أحمد سمير ويُشرك إمام لإعادة فتح الجبهة اليمنى من جديد
بعد إغلاقها في الشوط الثاني تماماً


كانت هناك رعونة لا تصدّق في فرص الزمالك .. فلماذا يضيع محمد إبراهيم
فرصة كالتي صنعها لنفسه ببراعة بعد مراوغة عبدالفضيل ويسددها بهذا الشكل
الغريب ؟ ولماذا يتلعثم أحمد سمير بهذا الشكل الأغرب ؟ ولماذا يتباطأ كل
لاعبي الزمالك عن التسديد من داخل المنطقة عندما تستحق الكرة التسديد أو
يتعجلون في التسديد عندما تحتاج الكرة لرباطة جأش ككرة عبدالله سيسي في
الشوط الأول التي سددها بدلاً من استلامها والانفراد ؟

هناك كم كبير من التمريرات البطيئة للفريقين خصوصاً من جانب لاعبي الزمالك وتحديداً من نور السيد الذي لم يكن في يومه أبداً كما أن أداء أحمد حسن كان سيءً بشكل عام فقد غاب عن التأثير في المناطق الهجومية لفريقه وكان يؤخر الكرة أحياناً.

يحتاج
الأهلي لظهير أيسر بديل على وجه السرعة، فسيد معوض انهار بدنياً بعد 25
دقيقة فقط من بداية المباراة ..! رغم أدائه الجيد في تلك الفترة إلا أنه
استسلم تماماً لتفوق التمريرات البينية من خلفه .. إذا عرف السبب (اللياقة)
بطل العجب. .

كان
هناك تراخياً من حكم المباراة في إنذار لاعبين من الجانبين خصوصاً من جانب
لاعبي الأهلي بعد إحرازهم للهدف، فقد عمدوا إلى إيقاف لاعبي الزمالك في خط
الوسط بشكل غير شرعي ومتواصل بدون تدخل حاسم من الحكم وخير مثال تلك الكرة
التي كان يستحق فيها حسام عاشور البطاقة الصفراء الثانية والطرد في إيقاف
حازم إمام لكنها مرت مرور الكرام، وكذلك هناك شك في وجود ركلة جزاء للأهلي لكن للأسف لم تعاد الكرة من زاوية جيدة ليتم الحكم عليها بشكل أفضل.