Photo by Hans M
- رفيع الشان
- المشاركات : 141
الانتساب : 20/04/2012
أختاه هل تريدين السعادة
الإثنين أبريل 23, 2012 7:33 pm
[center][b]بسم الله الرحمن الرحيم
[size=21] أختاه هل تريدين السعادة
اللهم لا تعذب ألسنة تخبر عنك. اللهم لا تعذب أعينًا ترجو لذة النظر إلى
وجهك. اللهم لا تعذب قلوبًا تشتاق إلى لقاك. ما أجمل أن تلتقي الأسر
المسلمة على كتاب الله، وسنة رسوله --
ما أجمل أن نتذاكر الله -عز وجل- جميعًا ليعم النفع للرجل والمرأة،
والصغير والكبير، والذكر والأنثى. إنها لَنعمة عظيمة قد كان -صلى الله
عليه وسلم- يفعلها، وذاك من هديِه وخير الهدي هديُه --
وعذرًا لكم -أيها الرجال- سيكون الخطاب هذه المرة من بين مرات كثيرة
وكثيرة لطالما خوطبتم أنتم، سيكون الخطاب للنساء، عذرًا وعفوًا، وما
يُقال للرجل يُقال للمرأة، وما يُقال للمرأة يُقال للرجل إلا فيما اختص
به كل جنس عن جنس آخر، والذي خصَّه به شرعنا المطهر الذي أنزل على
محمد -صلى الله عليه وسلم-
أيتها
الأخوات أيتها الأمهات هل تُردْن السعادة؟ هل تُردْن السكينة؟ هل
تُردْن الأمن والطمأنينة؟ هل تُردْن ذلك في الدنيا والآخرة؟ أم تُردْنها
في وقت غير وقت من هذه الأوقات؟ إني لأقول لَكنَّ: إن السعادة
سعادتان؛ دنيوية مؤقَّتة بعمر قصير محدود، من طلبها مجردة وحدها فسينسى
ذلك في غمسة واحدة يُغمسها في جهنم. يُؤتَى بأَنعَم أهل الدنيا من أهل
النار فيغمس في النار غمسة، ثم يقال له: هل مرَّ بك خير قط؟ هل مرَّ
بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب. فينسى كل نعيم ولذة في الحياة
بغمسة واحدة يُغمسها في النار. نعوذ بالله من النار. أما السعادة الثانية:
فهي سعادة أخروية دائمة لا انقطاع لها –أبدًا- وهذه هي المطلوبة. فلو
حصل للإنسان في حياته ما حصل من التعاسة والشقاء لم يكن بعد ذلك نادمًا
أبدًا؛ لأن غمسة واحدة في الجنة تُنسيه تلك الآلام، وتُنسيه ذلك
الشقاء وتلك التعاسة.
ويا
أيها الأحبة إن سعادة الدنيا مقرونة بسعادة الآخرة، وإنما السعادة
الكاملة في الدنيا والآخرة للمؤمنين والمؤمنات، للصالحين والصالحات،
للطيبين والطيبات، للقانتين والقانتات، للعابدين والعابدات، للمتقين
والمتقيات؛ اسمع إلي ربك يوم يقول –سبحانه وبحمده-: (مَنْ عَمِلَ
صَالِحًا من ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ
حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا
كَانُوا يَعْمَلُونَ) فالسعادة كلها في طاعة الله، والسعادة كلها في السير
على منهج الله وعلى طريقة محمد بن عبد الله –صلى وسلم عليه الله- يقول
الله –جل وعلا –: (وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ
فَوْزًا عَظِيمًا) والشقاوة كلها في معصية الله، والتعاسة كلها في منهج
غير منهج الله وغير منهج محمد –-
(وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا ).
فيا أيتها الأخوات المسلمات هل تُردْن السعادة؟ إن كنتن كذلك، وما
أظنكن إلا كذلك؛ فلتسمعن مني النصيحة والعتاب من مخلص في نصحِكن يرجو
لَكُنَّ حُسن الثواب، يخشى على هذه الوجوه من الحميم من العذاب، أخواتنا
لا تغضبن فالحق أولى أن يجاب. أيتها الأخت المسلمة بصوت المحب المشفق
وكلام الناصح المنذر أدعوكِ وأدعو الكل، وأدعو نفسي إلى تقوى الله -عز
وجل- وأن نقدم لأنفسنا أعمالاً صالحة تُبيض وجوهنا يوم أن نلقى الله،
يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. ( يَوْمَ
تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ
وُجُوهُهُمْ أكفر تم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا
كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي
رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون َ) تبيضُّ وجوهنا يوم أن نلقى
الله. (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ
مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا
وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا) ألا هل تُردْن النجاة؟ إن النجاة لفي
تقوى الله –جل وعلا- لا غير. (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا
بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ). ثم
إني أدعوكِ أخرى –يا أخت الإسلام- إلى أن تحمدي الله –عز وجل- الذي
أنعم عليك بنعمة الإيمان ونعمة القرآن وكرَّمكِ وطهَّركِ ورفع منزلتك أيَّ
رفعة. لم تُرفَع منزلة المرأة تحت أي مظلة مثلما رُفعَت تحت مظلة لا
إله إلا الله محمد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ليس هذا فحسب؛ بل
أنزل الله فيك وفي أخواتك سورة كاملة في قرآنه باسم سورة النساء، وسورة
أخرى باسم سورة مريم، وسورة ثالثة باسم سورة المجادلة. ليس هذا فحسب
بل خصَّك بأحكام عديدة في كتابه الكريم في حين كانت المرأة قبل هذا
الدين سلعة رخيصة سلعة ممتهنه كسبق المتاع، عار على وليها وعار على
أهلها، وعار على مجتمعها الذي تعيش فيه؛ ولذلك تعامل أحيانًا كالحشرة بل
تُفضَّل البهائم عليها. لم تنالي عزَّك إلا في وسط هذا الدين يا أَمَة
الله، فاستمسكي به، اسمعي إلى قول الله -عز وجل- يوم يحكى ماضينا لابد
أن تتذكريه؛ فتحمدي الله أولاً وأخرًا وظاهرًا وباطنًا على ما أنتِ
فيه. ( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ
مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا
بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ
). لا إله إلا الله، إنه ليئدُها ويقتلها ويدفنها حية أحيانًا، فاسمعي
يا أمة الله؛ يُذكر أن صحابيًا اسمه[ عبد الله بن مغفل] –رضى الله عنه
وأرضاه- كان إذا جلس عند رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ظهر على وجهه حزن
وكآبة، حزن عظيم وكآبة عظيمة، فسأله النبي –-
عن سبب حزنه ذلك الذي لا ينقطع أبدًا، فقال: يا رسول الله كنت في
الجاهلية، وخرجت من عند زوجي وهي حامل، وذهبت في سفر طويل لم أعُدْ إلا
بعد سنوات، وجئت وإذا بها قد أنجبت لي طفلة تلعب بين الصبيان كأجمل ما
يكون الأطفال، قال: فأخذتها، وقلت لأمها: زيِّنيها زيِّنيها، وهي تعلم
أني سأئدها وأقتلها، فقامت أمها تزينها وبها من الهمِّ ما بها. زينتها
وتقول لأبيها: يا رجل لا تضيِّع الأمانة، يا رجل لا تضيِّع الأمانة،
قال: ثم أخذتها كأجمل ما يكون الأطفال براءة وجمالاً، فخرجت بها إلى شِعْب
من الشعاب، قال: وبقيت في ذلك الشعب أبحث عن بئر أعرفها هناك، فجئت
إلى بئر قوية دوية، ليس فيها قطرة ماء، قال: فوقفت على شفير البئر،
أنظر إلى تلك الصغيرة، فيرقُّ قلبي لما بها من البراءة، وليس لها من
ذنب، ثم أتذكر نكاحها وسفاحها؛ فيقسو قلبي عليها، بين هاتين العاطفتين
أعيش، قال: ثم استجمعت قواي، فأخذتها، فنكبتها على رأسها في وسط تلك
البئر. قال: وبقيت أنتظر هل ماتت؟ وإذا بها تقول: يا أبتاه ضيعت
الأمانة، يا أبتاه ضيعت الأمانة. ترددها وترددها حتى انقطع صوتها؛
فوالله يا رسول الله ما ذكرت تلك الحادثة إلا وعلاني الحزن والهم، وتمنيت
أن لو كنت نسيًا منسيًا، لو كان ذلك في الإسلام. ثم نظر إلى النبي --
فإذا دموعه تهراق على لحيته -صلى الله عليه وسلم-، وإذ به يقول -فيما
رُوي-" يا عبد الله والله لو كنت مقيم الحد على رجل فَعَل فعلا في
الجاهلية لأقمته عليك، لكن الإسلام يَجبُّ ما قبله "-أو كما قال -.
ألا فاحمدي الله يا أخت الإسلام الذي هداك لهذا الدين، وشرَّفكِ بهذا
الدين، وأكرمكِ بهذا الدين، ورفع قدركِ بهذا الدين، يوم ضلَّ غيرُك من
نساء العاملين، ثم استمسكي بحبل الله -جل وعلا-، واعتصمي بدين الله -عز
وجل-؛ فإنه الركن إن خانتكِ أركان. ثم أنقذي نفسك من النار، أنقذي
نفسك من النار يا أَمَة الله، والله لستِ خيرًا من فاطمة الزهراء بنت
رسول الله –-،
وقد قال لها أبوها يومًا من الأيام –كما في صحيح مسلم-: "يا فاطمة بنت
محمد أنقذي نفسك من النار، لا أُغني عنكِ من الله شيئًا، يا فاطمة بنت
محمد أنقذي نفسك من النار لا أُغني عنكِ من الله شيئًا" وهذا إخطار
لكِ أمة الله وإنذار منه –-
يوم عُرضت عليه النار فرأى أكثرها النساء. ألا فاعلمي أنكِ عرضة لعذاب
الله إن لم تخضعي لأوامر الله، إن لم تطيعي الله، إن لم تقفي عند
أوامره وحدوده وتجتنبي نواهيَه، ألا فأنقذي نفسك من النار، واعملي
بطاعة الله ولا تجعلي لكِ رقيبًا غير الله –جل وعلا- الذي ما يكون من
نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم، ولا خمسة إلا هو سادسهم، ولا أدني من ذلك
ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا، إنك –والله- لأعجز من أن تطيقي عذاب
النار. إن الجبال لو سُيِّرت في النار لذابت من شدة حرِّها؛ فأين أنتِ
–أيتها الضعيفة- من الجبال الشمِّ الراسيات، متاع قليل، والآخرة خير
لمن اتقى، لا مهرب من الله إلا إليه، ولا ملجأ منه إلا إليه، الكل راجع
إليه، الكل مسئول بين يديه، الكل موقوف بين يديه، الكل سيُسأل عن
الصغير والكبير والنقير والقطمير (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ
أَجْمَعِيْنَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) فماذا عسى يكون الجواب؟ ماذا
عسى يكون الجواب يا أخا الإسلام ويا أخت الإسلام؟ ألا فأعدي وأعدَّ
للسؤال جوابًا، ثم أعدي للجواب صوابًا، أطيعي الله يا أمة الله، وأطيعي
رسوله –-،
خذي من أوامر الله ما استطعتي، واجتنبي نواهيَه، وقفي عند حدوده،
وتمسكي بدين الله، ثم تمسكي بحيائك –والحياء من الإيمان- ما استطعتِ إلى
ذلك سبيلا؛ فإنكِ إمَّا قدوة اليوم، وإما قدوة الغد، وكلٌ سيُسأل؛ فماذا
سيكون الجواب؟ أنت راعية في بيتك أَمَة الله-، وأنت راعية إن كنتِ
معلمة في مدرسة، ومسؤولة عن رعيتك أيًّا كانت تلك الرعية –يا أَمَة
الله- ألا فلتكوني قدوة حسنة في تربية الجيل، ألا ولتقومي بهذه
المسؤولية؛ فإن الله سائلكِ عمَّن استرعيت ماذا فعلتِ؟ أَقُمتِ
بالأمانة فيهم، أم ضيَّعتي الأمانة ليكون لك مثل أجور من اتبعك إن
عملتي بالحق لا يُنقَص من أجورهم شيء؟ وإياكِ ثم إياكِ أن لا تكوني ،وإياك
ثم إياك أن تكوني قدوة السوء للأخرى؛ فتأتين يوم القيامة تحملين
أوزارك وأوزار من أضللت كاملة، ألا ساء ما تزرين. ألم تسمعي لقول النبي
–-:
"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" ثم خصَّك أيتها المرأة، فقال:
"المرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها"؟ وفي الحديث الصحيح
الآخر: "وما من راعٍ استرعاه الله رعية فبات غاشًّا لهم إلا حرَّم الله
عليه رائحة الجنة". أنت راعية في مدرستك، وأنت راعية في بيتك؛ فاللهَ
اللهَ لا يأتي يوم القيامة، ولكل ابن من أبنائك عليكِ مظلمة، ولكل بنت
من بناتك عليكِ مظلمة؛ لم تأمريهم ولم تنهيهم، ولم تربيهم على قال
الله، وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-. إياكِ أن يأتي يوم
القيامة، ولكل طالبة –إن كنت معلمة- عليكِ مظلمة؛ لأنكِ لم تربيهم على قال
الله، وقال رسوله -صلى الله عليه وسلم-، عندها التعامل بالحسنات
والسيئات يأخذون حسناتكِ، ثم تحملين من سيئاتهم، ثم تُطرَحين في النار،
أجارَكِ الله من النار، ومن غضب الجبار وكل مسلمة ومسلم. اسمعي يوم
يقف الناس في عرصات القيامة، يوم يقول الله -كما في الأثر-: "وعزتي
وجلالي لا تنصرفون اليوم ولأحد عند أحد مظلمة، وعزتي وجلالي لا يجاوز
هذا الجسر اليوم ظالم "يؤخذ بِيَدِ العبد ويؤخذ بِيدِ الأَمَة يوم
القيامة -كما يقول ابن مسعود-:" فيُنادَى على رؤوس الخلائق: هذا فلان أو
فلانة من كان عليه حق فليأتِ إلى حقِّه، فتفرح المرأة أن يكون لها حق
على أبيها أو أخيها أو زوجها أو أمها." (فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ
يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءلُونَ) (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ
أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ* لِكُلِّ
امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)
فاللهَ
اللهَ لا يكون أبناؤك وبناتك خصماءكِ عند الله فتهلكي، أجاركِ الله من
الهلاك يا أَمَة الله. يا أيتها الأخت المسلمة هل تريدين السعادة؟ هل
تريدين السعادة؟ اقتدي بالصالحات تفوزي في الحياة وفي الممات، واعملي
صالحًا ثم أخلصي العمل لله –جل وعلا- تخلصي، وبلغي العلم إن كنتِ تعلمين
شيئًا بلِّغيه؛ لأنكِ ستُسألين عنه بين يدَي الله –عز وجل- ماذا عملتِ
في ذلك العلم، وإن لم تكوني قد تعلَّمتي من العلم شيئًا، فعليكِ أن
تتعلمي ما يجب عليكِ؛ لتعبدي الله –عز وجل- على بصيرة وعلى هدى؛ فهذا
واجب وفرض عين لا يسقط عن أي إنسان –كان من كان-.
يا
أمة الله إن الإنسان ليَأْلَم يوم يسمع عن عجائز في البيوت لا يُجِدْن
قراءة الفاتحة، بل لا يعرفن كيف يصلين؟ بل لا يعرفن بعض أحكام النساء.
أحد الرجال –كما يذكر أحد الدعاة إلى الله- يعود إلى أهله في البيت في
يوم من الأيام ويُجلس أسرته ليربيهم، ويعرف ماذا وراء هذه الأسرة؟
فجلس معهم وقال لأمه العجوز قال: اقرئي لي الفاتحة –يريد أن يعرف هل هي
تعرف قراءة الفاتحة التي لا تتم الصلاة إلا بها أم لا- قالت: وما
الفاتحة يا بني؟ قال: إذا كبرتِ ماذا تقولين في صلاتك؟ قالت: أقول: لا
جريت كتابًا ولا حسبت حسابًا فلا تعذبني يوم العذاب. عمرها سبعون سنة،
وأنا أقول: ربما أنه يخرج من بيتها من يذهب إلى المتوسطة، وقد حفظ من
القرآن ما حفظ، ويخرج من بيتها ويذهب إلى الثانوية، وقد حفظ ما حفظ،
وتخرج من بيتها المعلمة وقد حفظت من كتاب الله ما حفظت، لكننا تعلمنا
العلم لا لنعمل به، ولكن لتنال شهادة.، حاشاكِ أختي المسلمة أن يكون
هذا ديدنك، إنكِ مسؤولة عن هذا " لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى
يُسأل عن أربع؛ عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيمَ أبلاه؟ وعن ماله من
أين اكتسبه وفيمَ أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل به؟." فماذا سيكون الجواب يا
أمهات المستقبل ويا معلمات الجيل ويا مربيات الأمة؟ اقتدي بالصالحات
–كما قلت- وتشبهي بهم، واعملي بما عملوا به، وامشي على أثرهم
لِيُلحِقَكي الله عز وجل بهن. ها هي [سارة زوج الخليل] –عليه الصلاة
والسلام، وعلى نبينا الصلاة والسلام- اعتصمت بالله عز وجل والْتجأت إلى
الله عز وجل وحفظت الله في الرخاء فحفظها الله عز وجل في الشدة، أُخذت
عن بيتها بالقوة من قِبَل زبانية طاغية مصر آنذاك، وقام إليها يريد
فعل الفاحشة بها. امرأة ضعيفة لكنها عزيزة قوية يوم تستمسك بحبل العزيز
القوي سبحانه وبحمده قامت وتوضأت وقامت لتصلي، واتصلت بربها سبحانه
وبحمده مباشرة، لا وسائط بين أحد وبين الله سبحانه وتعالى قائلة: اللهم
إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك، وأحصنت فرجي إلا على زوجي؛ فلا تسلط
عليَّ هذا الكافر. اللهم اكفنيه بما شئت، فجَمُد الكافر هذا مكانه لا
يستطيع أن يتحرك منه شيء، يوم لجأت إلى الله وقد حفظته في وقت الرخاء،
فحفظها الله عز وجل في وقت الشدة. جمُدَ في مكانه ولم يتحرك ولم
يتزحزح، ثم يُطلق بعد ذلك، فيمدُّ يدَه مرة أخرى على زوج الخليل،
فتتجمد أعضاؤه مرة أخرى، ويبقى على ما كان عليه في المرة الأولى، ثم يمد
الثالثة، ثم يمد الرابعة، ثم في الأخيرة يقول لهم: ما جئتموني إلا
بشيطان، أرجعوها إلى إبراهيم، وأخدموها [هاجر]. لم ترجع سليمة محفوظة
بحفظ الله فقط؛ بل رجعت ومعها مملوكة لها وهي هاجر عليها رضوان الله
رجعت إلى إبراهيم عليه السلام وهي محفوظة بحفظ الله؛ لأن الله عز وجل
قد قال : (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ
مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ
حَسْبُه) وقد قال رسوله صلى الله عليه وسلم "احفظ الله يحفظك، احفظ
الله يحفظك " فالعز في كنف العزيز، ومن عبد العبيد أذلَّه الله؛ فهلا
ائتسيتنَّ بها أيتها المسلمات، هلا لجأتُنَّ إلى الله وتركتنَّ ما
يبعدكنَّ عن الله، وعكفتُنَّ على كتاب الله وسنة رسول الله محمد بن عبد
الله صلى الله عليه وسلم فتعلمتُنَّ كتاب الله وعلمتنَّ وبلغتنَّ
فكنتنَّ فيمن قال فيهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "خيركم من تعلم
القرآن وعلمه". ليس هذا فحسب، هل كانت أسوتكِ أختي المسلمة فاطمة بنت
رسول الله تلك التي تربَّت في بيت النبوة، وذاقت ما ذاقه ذاك البيت من أذى في سبيل الله -عز وجل-، ترى أباها --
وهو يقوم بالدعوة يقف صفًا واحدًا، والبشرية كلها صفٌّ ضده، تراه وهو
يصلى، فيقول أحدهم: أيهم أو أيكم يمهل هذا المرائي حتى يسجد، فيأخذ سَلا
جَذور بني فلان، فيضعه على ظهره --؟
رأت المنظر وهي طفلة صغيرة تتربى على لا إله إلا الله، محمد رسول الله
يسجد أبوها، والسَّلا على ظهره، والفرث والدم على ظهره –-
ولم يجد نصيرًا له في تلك اللحظة بعد الله إلا ابنته فاطمة، وهي جارية
صغيرة لتمتد إليه، وتأخذه من على ظهره، وتدعو عليهم، وتسبهم وتشتمهم.
عاشت حياة رسول الله –-
في أيام كان في مكة، ويوم هاجر إلى المدينة، ويوم استقرَّ إلى هناك.
انظر إليها في تمسُّكها بدينها، وتمسكها بعفتها وحيائها وصبرها العظيم،
تلك المرأة التي تزوجت بعلي –رضي الله عنه وأرضاه- فما حملت معها
الجواهر ولا الفساتين، وما دخلت القصور ولا الدُّور، وإنما دخلت بيتًا
من طين. أما جهازها –يا أمة الله- فهو وسادة محشوة بليف وسقاء وجُرَّتين
ورَحَى تطحن الحبَّ عليها، وهي سيدة نساء العالمين –رضي الله عنها
وأرضاها- ما ضرَّها ذلك وما أنقص من قدرها ذلك. انظر إليها يوم يتحدث
عنها زوجها في آخر حياته يتحدث عنها علي -رضي الله عنه وأرضاه- فيقول: كانت
بنت رسول الله –-
وكانت أكرم أهله عليه، جرت بالرحى تطحن الحب حتى أثر الجر في يديها،
واستقت بالقربة حتى أثَّر الحبل في نحرِها –رضي الله عنها وأرضاها-
وقَمَّت البيت حتى تغيَّرت هيئتها -رضي الله عنها وأرضاها- وأوقدت النار
حتى تغيرت هيئتها، وأصابها من ذلك ضرٌ أيَّما ضر. اسمعي إليها يوم تقول
-يومًا من الأيام-: خير للنساء ألا يَرَيْنَ الرجال، ولا يراهنَّ
الرجال . بضعة منه -صلى الله عليه وسلم- أخذت من علمه وفقهه وحكمته --
انظري إليها يوم تَقمُّ البيت، وتوقد النار، وتجرُّ بالرَّحى، وتطحن
الحب، وتصبر، ولم تتصخب، ولم تتشكى، ولم تسخط من قضاء الله -عز وجل- ثم
فوق ذلك تربي أبناءها تربية عظيمة؛ تربيهم على كتاب الله، وعلى سنة
رسوله –-
وألا يراقبوا أحدًا غير الله –عز وجل- فمن كان من أبنائها؟ كان الحسن
والحسين سيدا شباب أهل الجنة –رضى الله عنهم أجمعين- هي بنت مَنْ؟ هي
أمُّ مَنْ؟ هي زوج مَنْ؟
من ذا يساوي في الأنام علاها
أمَّا أبوها فهو أكرم مرسل
جبريل بالتوحيد قد رباها
وعليٌّ زوج لا تسأل عنه
سوى سيف غدا بيمينه تيَّاها
طلبت من رسول الله –- أن يخدمها مملوكة من المماليك، أن يخدمها إياها؛ فماذا كان منه –-
قال: "لا والله ما دام على الصفة فقير يحتاج إلى لقمة أو إلى كسرة"
–أو كما قال –صلى الله عليه وسلم-، فذهبت إلى بيتها وقد تعبت من أعمال
البيت، وجاء النبي –صلى الله عليه وسلم- إليها ليدخل بيتها وهي وزوجها
في فراش واحد، ثم قال لهما –-:
"أولا أدلكما على خير لكما من خادم" أولا أدلكما على خير لكما من خادم
من الذي قال هذا؟ إنه من لا ينطق عن الهوى. إنْ هو إلا وحي يوحي. قال:
"إذا أويتم إلى فراشكما فَسَبِّحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا
وثلاثين، وكبِّرا أربعًا وثلاثين؛ فذلكما خير لكما من خادم". هل فعلنا
ذلك يا أيها الأحبة؟ بل هل علمنا نساءنا أن يذكروا هذا الذكر قبل أن
يناموا؟ إنه من المعين على خدمة البيت. يقول عليٌّ: والله ما تركته من بعد
ذلك اليوم حتى لقيت الله -جل وعلا- قالوا: حتى ولا ليلة صفِّين قال:
ولا ليلة صفين في وسط المعركة وفي وسط ما حصل ما نسيه -رضي الله عنه
وأرضاه-. إني أقول لكنَّ أيتها الأخوات: عليكنَّ بهذا فذلكن خير لكن من
خادم. هل تعلمين يا أَمَةَ الله أن في بيوت المسلين الآن سبعمائة
وخمسين ألف خادم في هذه الجزيرة ما بين مسلمة وما بين بوذية وما بين
نصرانية وما بين مجوسية تولَّى هؤلاء. ماذا تولوا؟ تولوا تربية فلذات
الأكباد، والله إن هذا لأعظمُ الكفر، والله إن هذا لأعظمُ ما تغشين به
أطفالك ومجتمعك وأُمتك وبلادك -الجزيرة- التي لا يجوز دخول كافر إليها
أبدًا. يا أيها الأحبة عليكم بهذا الدعاء فذلكما خير لكما من خادم.
اذكري فاطمة يا أيتها الأخت المؤمنة، ثم اذكري ما عليه بعض أخواتك في
الرغبة الملحة من النظر إلى الرجال، والحديث مع الرجال، والاختلاط بهم،
وتشبههن بالكافرات في لباسهن ومشيتهن،
وبالله
يا أختي المسلمة أنت قمَّة وأنت فضيلة وأنت طهر؛ قمة بالقرآن، فضيلة
بالإيمان، طهر بتمسكك بهذا الدين؛ فكيف تتشبه القمة بالسافلة؟ وكيف
تتشبه الفضيلة بالرذيلة؟ وكيف يتشبه الطهر بالنجس؟
يعيش المرء ما استحيا بخير *** ويبقى العود ما بقيَ اللُّحاء
فلا والله ما في العيش خير *** ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
[size=21] أختاه هل تريدين السعادة
اللهم لا تعذب ألسنة تخبر عنك. اللهم لا تعذب أعينًا ترجو لذة النظر إلى
وجهك. اللهم لا تعذب قلوبًا تشتاق إلى لقاك. ما أجمل أن تلتقي الأسر
المسلمة على كتاب الله، وسنة رسوله --
ما أجمل أن نتذاكر الله -عز وجل- جميعًا ليعم النفع للرجل والمرأة،
والصغير والكبير، والذكر والأنثى. إنها لَنعمة عظيمة قد كان -صلى الله
عليه وسلم- يفعلها، وذاك من هديِه وخير الهدي هديُه --
وعذرًا لكم -أيها الرجال- سيكون الخطاب هذه المرة من بين مرات كثيرة
وكثيرة لطالما خوطبتم أنتم، سيكون الخطاب للنساء، عذرًا وعفوًا، وما
يُقال للرجل يُقال للمرأة، وما يُقال للمرأة يُقال للرجل إلا فيما اختص
به كل جنس عن جنس آخر، والذي خصَّه به شرعنا المطهر الذي أنزل على
محمد -صلى الله عليه وسلم-
أيتها
الأخوات أيتها الأمهات هل تُردْن السعادة؟ هل تُردْن السكينة؟ هل
تُردْن الأمن والطمأنينة؟ هل تُردْن ذلك في الدنيا والآخرة؟ أم تُردْنها
في وقت غير وقت من هذه الأوقات؟ إني لأقول لَكنَّ: إن السعادة
سعادتان؛ دنيوية مؤقَّتة بعمر قصير محدود، من طلبها مجردة وحدها فسينسى
ذلك في غمسة واحدة يُغمسها في جهنم. يُؤتَى بأَنعَم أهل الدنيا من أهل
النار فيغمس في النار غمسة، ثم يقال له: هل مرَّ بك خير قط؟ هل مرَّ
بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب. فينسى كل نعيم ولذة في الحياة
بغمسة واحدة يُغمسها في النار. نعوذ بالله من النار. أما السعادة الثانية:
فهي سعادة أخروية دائمة لا انقطاع لها –أبدًا- وهذه هي المطلوبة. فلو
حصل للإنسان في حياته ما حصل من التعاسة والشقاء لم يكن بعد ذلك نادمًا
أبدًا؛ لأن غمسة واحدة في الجنة تُنسيه تلك الآلام، وتُنسيه ذلك
الشقاء وتلك التعاسة.
ويا
أيها الأحبة إن سعادة الدنيا مقرونة بسعادة الآخرة، وإنما السعادة
الكاملة في الدنيا والآخرة للمؤمنين والمؤمنات، للصالحين والصالحات،
للطيبين والطيبات، للقانتين والقانتات، للعابدين والعابدات، للمتقين
والمتقيات؛ اسمع إلي ربك يوم يقول –سبحانه وبحمده-: (مَنْ عَمِلَ
صَالِحًا من ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ
حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا
كَانُوا يَعْمَلُونَ) فالسعادة كلها في طاعة الله، والسعادة كلها في السير
على منهج الله وعلى طريقة محمد بن عبد الله –صلى وسلم عليه الله- يقول
الله –جل وعلا –: (وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ
فَوْزًا عَظِيمًا) والشقاوة كلها في معصية الله، والتعاسة كلها في منهج
غير منهج الله وغير منهج محمد –-
(وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا ).
فيا أيتها الأخوات المسلمات هل تُردْن السعادة؟ إن كنتن كذلك، وما
أظنكن إلا كذلك؛ فلتسمعن مني النصيحة والعتاب من مخلص في نصحِكن يرجو
لَكُنَّ حُسن الثواب، يخشى على هذه الوجوه من الحميم من العذاب، أخواتنا
لا تغضبن فالحق أولى أن يجاب. أيتها الأخت المسلمة بصوت المحب المشفق
وكلام الناصح المنذر أدعوكِ وأدعو الكل، وأدعو نفسي إلى تقوى الله -عز
وجل- وأن نقدم لأنفسنا أعمالاً صالحة تُبيض وجوهنا يوم أن نلقى الله،
يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. ( يَوْمَ
تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ
وُجُوهُهُمْ أكفر تم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا
كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي
رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون َ) تبيضُّ وجوهنا يوم أن نلقى
الله. (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ
مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا
وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا) ألا هل تُردْن النجاة؟ إن النجاة لفي
تقوى الله –جل وعلا- لا غير. (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا
بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ). ثم
إني أدعوكِ أخرى –يا أخت الإسلام- إلى أن تحمدي الله –عز وجل- الذي
أنعم عليك بنعمة الإيمان ونعمة القرآن وكرَّمكِ وطهَّركِ ورفع منزلتك أيَّ
رفعة. لم تُرفَع منزلة المرأة تحت أي مظلة مثلما رُفعَت تحت مظلة لا
إله إلا الله محمد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ليس هذا فحسب؛ بل
أنزل الله فيك وفي أخواتك سورة كاملة في قرآنه باسم سورة النساء، وسورة
أخرى باسم سورة مريم، وسورة ثالثة باسم سورة المجادلة. ليس هذا فحسب
بل خصَّك بأحكام عديدة في كتابه الكريم في حين كانت المرأة قبل هذا
الدين سلعة رخيصة سلعة ممتهنه كسبق المتاع، عار على وليها وعار على
أهلها، وعار على مجتمعها الذي تعيش فيه؛ ولذلك تعامل أحيانًا كالحشرة بل
تُفضَّل البهائم عليها. لم تنالي عزَّك إلا في وسط هذا الدين يا أَمَة
الله، فاستمسكي به، اسمعي إلى قول الله -عز وجل- يوم يحكى ماضينا لابد
أن تتذكريه؛ فتحمدي الله أولاً وأخرًا وظاهرًا وباطنًا على ما أنتِ
فيه. ( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ
مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا
بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ
). لا إله إلا الله، إنه ليئدُها ويقتلها ويدفنها حية أحيانًا، فاسمعي
يا أمة الله؛ يُذكر أن صحابيًا اسمه[ عبد الله بن مغفل] –رضى الله عنه
وأرضاه- كان إذا جلس عند رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ظهر على وجهه حزن
وكآبة، حزن عظيم وكآبة عظيمة، فسأله النبي –-
عن سبب حزنه ذلك الذي لا ينقطع أبدًا، فقال: يا رسول الله كنت في
الجاهلية، وخرجت من عند زوجي وهي حامل، وذهبت في سفر طويل لم أعُدْ إلا
بعد سنوات، وجئت وإذا بها قد أنجبت لي طفلة تلعب بين الصبيان كأجمل ما
يكون الأطفال، قال: فأخذتها، وقلت لأمها: زيِّنيها زيِّنيها، وهي تعلم
أني سأئدها وأقتلها، فقامت أمها تزينها وبها من الهمِّ ما بها. زينتها
وتقول لأبيها: يا رجل لا تضيِّع الأمانة، يا رجل لا تضيِّع الأمانة،
قال: ثم أخذتها كأجمل ما يكون الأطفال براءة وجمالاً، فخرجت بها إلى شِعْب
من الشعاب، قال: وبقيت في ذلك الشعب أبحث عن بئر أعرفها هناك، فجئت
إلى بئر قوية دوية، ليس فيها قطرة ماء، قال: فوقفت على شفير البئر،
أنظر إلى تلك الصغيرة، فيرقُّ قلبي لما بها من البراءة، وليس لها من
ذنب، ثم أتذكر نكاحها وسفاحها؛ فيقسو قلبي عليها، بين هاتين العاطفتين
أعيش، قال: ثم استجمعت قواي، فأخذتها، فنكبتها على رأسها في وسط تلك
البئر. قال: وبقيت أنتظر هل ماتت؟ وإذا بها تقول: يا أبتاه ضيعت
الأمانة، يا أبتاه ضيعت الأمانة. ترددها وترددها حتى انقطع صوتها؛
فوالله يا رسول الله ما ذكرت تلك الحادثة إلا وعلاني الحزن والهم، وتمنيت
أن لو كنت نسيًا منسيًا، لو كان ذلك في الإسلام. ثم نظر إلى النبي --
فإذا دموعه تهراق على لحيته -صلى الله عليه وسلم-، وإذ به يقول -فيما
رُوي-" يا عبد الله والله لو كنت مقيم الحد على رجل فَعَل فعلا في
الجاهلية لأقمته عليك، لكن الإسلام يَجبُّ ما قبله "-أو كما قال -.
ألا فاحمدي الله يا أخت الإسلام الذي هداك لهذا الدين، وشرَّفكِ بهذا
الدين، وأكرمكِ بهذا الدين، ورفع قدركِ بهذا الدين، يوم ضلَّ غيرُك من
نساء العاملين، ثم استمسكي بحبل الله -جل وعلا-، واعتصمي بدين الله -عز
وجل-؛ فإنه الركن إن خانتكِ أركان. ثم أنقذي نفسك من النار، أنقذي
نفسك من النار يا أَمَة الله، والله لستِ خيرًا من فاطمة الزهراء بنت
رسول الله –-،
وقد قال لها أبوها يومًا من الأيام –كما في صحيح مسلم-: "يا فاطمة بنت
محمد أنقذي نفسك من النار، لا أُغني عنكِ من الله شيئًا، يا فاطمة بنت
محمد أنقذي نفسك من النار لا أُغني عنكِ من الله شيئًا" وهذا إخطار
لكِ أمة الله وإنذار منه –-
يوم عُرضت عليه النار فرأى أكثرها النساء. ألا فاعلمي أنكِ عرضة لعذاب
الله إن لم تخضعي لأوامر الله، إن لم تطيعي الله، إن لم تقفي عند
أوامره وحدوده وتجتنبي نواهيَه، ألا فأنقذي نفسك من النار، واعملي
بطاعة الله ولا تجعلي لكِ رقيبًا غير الله –جل وعلا- الذي ما يكون من
نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم، ولا خمسة إلا هو سادسهم، ولا أدني من ذلك
ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا، إنك –والله- لأعجز من أن تطيقي عذاب
النار. إن الجبال لو سُيِّرت في النار لذابت من شدة حرِّها؛ فأين أنتِ
–أيتها الضعيفة- من الجبال الشمِّ الراسيات، متاع قليل، والآخرة خير
لمن اتقى، لا مهرب من الله إلا إليه، ولا ملجأ منه إلا إليه، الكل راجع
إليه، الكل مسئول بين يديه، الكل موقوف بين يديه، الكل سيُسأل عن
الصغير والكبير والنقير والقطمير (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ
أَجْمَعِيْنَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) فماذا عسى يكون الجواب؟ ماذا
عسى يكون الجواب يا أخا الإسلام ويا أخت الإسلام؟ ألا فأعدي وأعدَّ
للسؤال جوابًا، ثم أعدي للجواب صوابًا، أطيعي الله يا أمة الله، وأطيعي
رسوله –-،
خذي من أوامر الله ما استطعتي، واجتنبي نواهيَه، وقفي عند حدوده،
وتمسكي بدين الله، ثم تمسكي بحيائك –والحياء من الإيمان- ما استطعتِ إلى
ذلك سبيلا؛ فإنكِ إمَّا قدوة اليوم، وإما قدوة الغد، وكلٌ سيُسأل؛ فماذا
سيكون الجواب؟ أنت راعية في بيتك أَمَة الله-، وأنت راعية إن كنتِ
معلمة في مدرسة، ومسؤولة عن رعيتك أيًّا كانت تلك الرعية –يا أَمَة
الله- ألا فلتكوني قدوة حسنة في تربية الجيل، ألا ولتقومي بهذه
المسؤولية؛ فإن الله سائلكِ عمَّن استرعيت ماذا فعلتِ؟ أَقُمتِ
بالأمانة فيهم، أم ضيَّعتي الأمانة ليكون لك مثل أجور من اتبعك إن
عملتي بالحق لا يُنقَص من أجورهم شيء؟ وإياكِ ثم إياكِ أن لا تكوني ،وإياك
ثم إياك أن تكوني قدوة السوء للأخرى؛ فتأتين يوم القيامة تحملين
أوزارك وأوزار من أضللت كاملة، ألا ساء ما تزرين. ألم تسمعي لقول النبي
–-:
"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" ثم خصَّك أيتها المرأة، فقال:
"المرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها"؟ وفي الحديث الصحيح
الآخر: "وما من راعٍ استرعاه الله رعية فبات غاشًّا لهم إلا حرَّم الله
عليه رائحة الجنة". أنت راعية في مدرستك، وأنت راعية في بيتك؛ فاللهَ
اللهَ لا يأتي يوم القيامة، ولكل ابن من أبنائك عليكِ مظلمة، ولكل بنت
من بناتك عليكِ مظلمة؛ لم تأمريهم ولم تنهيهم، ولم تربيهم على قال
الله، وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-. إياكِ أن يأتي يوم
القيامة، ولكل طالبة –إن كنت معلمة- عليكِ مظلمة؛ لأنكِ لم تربيهم على قال
الله، وقال رسوله -صلى الله عليه وسلم-، عندها التعامل بالحسنات
والسيئات يأخذون حسناتكِ، ثم تحملين من سيئاتهم، ثم تُطرَحين في النار،
أجارَكِ الله من النار، ومن غضب الجبار وكل مسلمة ومسلم. اسمعي يوم
يقف الناس في عرصات القيامة، يوم يقول الله -كما في الأثر-: "وعزتي
وجلالي لا تنصرفون اليوم ولأحد عند أحد مظلمة، وعزتي وجلالي لا يجاوز
هذا الجسر اليوم ظالم "يؤخذ بِيَدِ العبد ويؤخذ بِيدِ الأَمَة يوم
القيامة -كما يقول ابن مسعود-:" فيُنادَى على رؤوس الخلائق: هذا فلان أو
فلانة من كان عليه حق فليأتِ إلى حقِّه، فتفرح المرأة أن يكون لها حق
على أبيها أو أخيها أو زوجها أو أمها." (فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ
يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءلُونَ) (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ
أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ* لِكُلِّ
امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)
فاللهَ
اللهَ لا يكون أبناؤك وبناتك خصماءكِ عند الله فتهلكي، أجاركِ الله من
الهلاك يا أَمَة الله. يا أيتها الأخت المسلمة هل تريدين السعادة؟ هل
تريدين السعادة؟ اقتدي بالصالحات تفوزي في الحياة وفي الممات، واعملي
صالحًا ثم أخلصي العمل لله –جل وعلا- تخلصي، وبلغي العلم إن كنتِ تعلمين
شيئًا بلِّغيه؛ لأنكِ ستُسألين عنه بين يدَي الله –عز وجل- ماذا عملتِ
في ذلك العلم، وإن لم تكوني قد تعلَّمتي من العلم شيئًا، فعليكِ أن
تتعلمي ما يجب عليكِ؛ لتعبدي الله –عز وجل- على بصيرة وعلى هدى؛ فهذا
واجب وفرض عين لا يسقط عن أي إنسان –كان من كان-.
يا
أمة الله إن الإنسان ليَأْلَم يوم يسمع عن عجائز في البيوت لا يُجِدْن
قراءة الفاتحة، بل لا يعرفن كيف يصلين؟ بل لا يعرفن بعض أحكام النساء.
أحد الرجال –كما يذكر أحد الدعاة إلى الله- يعود إلى أهله في البيت في
يوم من الأيام ويُجلس أسرته ليربيهم، ويعرف ماذا وراء هذه الأسرة؟
فجلس معهم وقال لأمه العجوز قال: اقرئي لي الفاتحة –يريد أن يعرف هل هي
تعرف قراءة الفاتحة التي لا تتم الصلاة إلا بها أم لا- قالت: وما
الفاتحة يا بني؟ قال: إذا كبرتِ ماذا تقولين في صلاتك؟ قالت: أقول: لا
جريت كتابًا ولا حسبت حسابًا فلا تعذبني يوم العذاب. عمرها سبعون سنة،
وأنا أقول: ربما أنه يخرج من بيتها من يذهب إلى المتوسطة، وقد حفظ من
القرآن ما حفظ، ويخرج من بيتها ويذهب إلى الثانوية، وقد حفظ ما حفظ،
وتخرج من بيتها المعلمة وقد حفظت من كتاب الله ما حفظت، لكننا تعلمنا
العلم لا لنعمل به، ولكن لتنال شهادة.، حاشاكِ أختي المسلمة أن يكون
هذا ديدنك، إنكِ مسؤولة عن هذا " لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى
يُسأل عن أربع؛ عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيمَ أبلاه؟ وعن ماله من
أين اكتسبه وفيمَ أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل به؟." فماذا سيكون الجواب يا
أمهات المستقبل ويا معلمات الجيل ويا مربيات الأمة؟ اقتدي بالصالحات
–كما قلت- وتشبهي بهم، واعملي بما عملوا به، وامشي على أثرهم
لِيُلحِقَكي الله عز وجل بهن. ها هي [سارة زوج الخليل] –عليه الصلاة
والسلام، وعلى نبينا الصلاة والسلام- اعتصمت بالله عز وجل والْتجأت إلى
الله عز وجل وحفظت الله في الرخاء فحفظها الله عز وجل في الشدة، أُخذت
عن بيتها بالقوة من قِبَل زبانية طاغية مصر آنذاك، وقام إليها يريد
فعل الفاحشة بها. امرأة ضعيفة لكنها عزيزة قوية يوم تستمسك بحبل العزيز
القوي سبحانه وبحمده قامت وتوضأت وقامت لتصلي، واتصلت بربها سبحانه
وبحمده مباشرة، لا وسائط بين أحد وبين الله سبحانه وتعالى قائلة: اللهم
إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك، وأحصنت فرجي إلا على زوجي؛ فلا تسلط
عليَّ هذا الكافر. اللهم اكفنيه بما شئت، فجَمُد الكافر هذا مكانه لا
يستطيع أن يتحرك منه شيء، يوم لجأت إلى الله وقد حفظته في وقت الرخاء،
فحفظها الله عز وجل في وقت الشدة. جمُدَ في مكانه ولم يتحرك ولم
يتزحزح، ثم يُطلق بعد ذلك، فيمدُّ يدَه مرة أخرى على زوج الخليل،
فتتجمد أعضاؤه مرة أخرى، ويبقى على ما كان عليه في المرة الأولى، ثم يمد
الثالثة، ثم يمد الرابعة، ثم في الأخيرة يقول لهم: ما جئتموني إلا
بشيطان، أرجعوها إلى إبراهيم، وأخدموها [هاجر]. لم ترجع سليمة محفوظة
بحفظ الله فقط؛ بل رجعت ومعها مملوكة لها وهي هاجر عليها رضوان الله
رجعت إلى إبراهيم عليه السلام وهي محفوظة بحفظ الله؛ لأن الله عز وجل
قد قال : (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ
مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ
حَسْبُه) وقد قال رسوله صلى الله عليه وسلم "احفظ الله يحفظك، احفظ
الله يحفظك " فالعز في كنف العزيز، ومن عبد العبيد أذلَّه الله؛ فهلا
ائتسيتنَّ بها أيتها المسلمات، هلا لجأتُنَّ إلى الله وتركتنَّ ما
يبعدكنَّ عن الله، وعكفتُنَّ على كتاب الله وسنة رسول الله محمد بن عبد
الله صلى الله عليه وسلم فتعلمتُنَّ كتاب الله وعلمتنَّ وبلغتنَّ
فكنتنَّ فيمن قال فيهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "خيركم من تعلم
القرآن وعلمه". ليس هذا فحسب، هل كانت أسوتكِ أختي المسلمة فاطمة بنت
رسول الله تلك التي تربَّت في بيت النبوة، وذاقت ما ذاقه ذاك البيت من أذى في سبيل الله -عز وجل-، ترى أباها --
وهو يقوم بالدعوة يقف صفًا واحدًا، والبشرية كلها صفٌّ ضده، تراه وهو
يصلى، فيقول أحدهم: أيهم أو أيكم يمهل هذا المرائي حتى يسجد، فيأخذ سَلا
جَذور بني فلان، فيضعه على ظهره --؟
رأت المنظر وهي طفلة صغيرة تتربى على لا إله إلا الله، محمد رسول الله
يسجد أبوها، والسَّلا على ظهره، والفرث والدم على ظهره –-
ولم يجد نصيرًا له في تلك اللحظة بعد الله إلا ابنته فاطمة، وهي جارية
صغيرة لتمتد إليه، وتأخذه من على ظهره، وتدعو عليهم، وتسبهم وتشتمهم.
عاشت حياة رسول الله –-
في أيام كان في مكة، ويوم هاجر إلى المدينة، ويوم استقرَّ إلى هناك.
انظر إليها في تمسُّكها بدينها، وتمسكها بعفتها وحيائها وصبرها العظيم،
تلك المرأة التي تزوجت بعلي –رضي الله عنه وأرضاه- فما حملت معها
الجواهر ولا الفساتين، وما دخلت القصور ولا الدُّور، وإنما دخلت بيتًا
من طين. أما جهازها –يا أمة الله- فهو وسادة محشوة بليف وسقاء وجُرَّتين
ورَحَى تطحن الحبَّ عليها، وهي سيدة نساء العالمين –رضي الله عنها
وأرضاها- ما ضرَّها ذلك وما أنقص من قدرها ذلك. انظر إليها يوم يتحدث
عنها زوجها في آخر حياته يتحدث عنها علي -رضي الله عنه وأرضاه- فيقول: كانت
بنت رسول الله –-
وكانت أكرم أهله عليه، جرت بالرحى تطحن الحب حتى أثر الجر في يديها،
واستقت بالقربة حتى أثَّر الحبل في نحرِها –رضي الله عنها وأرضاها-
وقَمَّت البيت حتى تغيَّرت هيئتها -رضي الله عنها وأرضاها- وأوقدت النار
حتى تغيرت هيئتها، وأصابها من ذلك ضرٌ أيَّما ضر. اسمعي إليها يوم تقول
-يومًا من الأيام-: خير للنساء ألا يَرَيْنَ الرجال، ولا يراهنَّ
الرجال . بضعة منه -صلى الله عليه وسلم- أخذت من علمه وفقهه وحكمته --
انظري إليها يوم تَقمُّ البيت، وتوقد النار، وتجرُّ بالرَّحى، وتطحن
الحب، وتصبر، ولم تتصخب، ولم تتشكى، ولم تسخط من قضاء الله -عز وجل- ثم
فوق ذلك تربي أبناءها تربية عظيمة؛ تربيهم على كتاب الله، وعلى سنة
رسوله –-
وألا يراقبوا أحدًا غير الله –عز وجل- فمن كان من أبنائها؟ كان الحسن
والحسين سيدا شباب أهل الجنة –رضى الله عنهم أجمعين- هي بنت مَنْ؟ هي
أمُّ مَنْ؟ هي زوج مَنْ؟
من ذا يساوي في الأنام علاها
أمَّا أبوها فهو أكرم مرسل
جبريل بالتوحيد قد رباها
وعليٌّ زوج لا تسأل عنه
سوى سيف غدا بيمينه تيَّاها
طلبت من رسول الله –- أن يخدمها مملوكة من المماليك، أن يخدمها إياها؛ فماذا كان منه –-
قال: "لا والله ما دام على الصفة فقير يحتاج إلى لقمة أو إلى كسرة"
–أو كما قال –صلى الله عليه وسلم-، فذهبت إلى بيتها وقد تعبت من أعمال
البيت، وجاء النبي –صلى الله عليه وسلم- إليها ليدخل بيتها وهي وزوجها
في فراش واحد، ثم قال لهما –-:
"أولا أدلكما على خير لكما من خادم" أولا أدلكما على خير لكما من خادم
من الذي قال هذا؟ إنه من لا ينطق عن الهوى. إنْ هو إلا وحي يوحي. قال:
"إذا أويتم إلى فراشكما فَسَبِّحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا
وثلاثين، وكبِّرا أربعًا وثلاثين؛ فذلكما خير لكما من خادم". هل فعلنا
ذلك يا أيها الأحبة؟ بل هل علمنا نساءنا أن يذكروا هذا الذكر قبل أن
يناموا؟ إنه من المعين على خدمة البيت. يقول عليٌّ: والله ما تركته من بعد
ذلك اليوم حتى لقيت الله -جل وعلا- قالوا: حتى ولا ليلة صفِّين قال:
ولا ليلة صفين في وسط المعركة وفي وسط ما حصل ما نسيه -رضي الله عنه
وأرضاه-. إني أقول لكنَّ أيتها الأخوات: عليكنَّ بهذا فذلكن خير لكن من
خادم. هل تعلمين يا أَمَةَ الله أن في بيوت المسلين الآن سبعمائة
وخمسين ألف خادم في هذه الجزيرة ما بين مسلمة وما بين بوذية وما بين
نصرانية وما بين مجوسية تولَّى هؤلاء. ماذا تولوا؟ تولوا تربية فلذات
الأكباد، والله إن هذا لأعظمُ الكفر، والله إن هذا لأعظمُ ما تغشين به
أطفالك ومجتمعك وأُمتك وبلادك -الجزيرة- التي لا يجوز دخول كافر إليها
أبدًا. يا أيها الأحبة عليكم بهذا الدعاء فذلكما خير لكما من خادم.
اذكري فاطمة يا أيتها الأخت المؤمنة، ثم اذكري ما عليه بعض أخواتك في
الرغبة الملحة من النظر إلى الرجال، والحديث مع الرجال، والاختلاط بهم،
وتشبههن بالكافرات في لباسهن ومشيتهن،
وبالله
يا أختي المسلمة أنت قمَّة وأنت فضيلة وأنت طهر؛ قمة بالقرآن، فضيلة
بالإيمان، طهر بتمسكك بهذا الدين؛ فكيف تتشبه القمة بالسافلة؟ وكيف
تتشبه الفضيلة بالرذيلة؟ وكيف يتشبه الطهر بالنجس؟
يعيش المرء ما استحيا بخير *** ويبقى العود ما بقيَ اللُّحاء
فلا والله ما في العيش خير *** ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
رد: أختاه هل تريدين السعادة
الخميس أبريل 26, 2012 11:24 am
شكرا لك تقبل مرورى
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى